الثلاثاء، 6 يوليو 2010

أوبـــــرا عايـــــدة




أوبـــــرا عايـــــدة
رائعة فنيَّـــة لن تفقد بريقها علي مدار السنين.
تبدأ بأغنية المقدمة , حاصلة ثنائية رائعة , كلمـــات سيد حجـــاب بصوت عفــــاف راضــي , وتتوالي حلقات المسلسل عارضةً شخصية من النادر وجودها في حياتنا العادية .. .


(سيد عبد الحفيظ) والشهير بـــ أوبـــــرا والذي أبدع في دوره (يحي الفخراني)

كما تقول كلمات أغنية المقدمة (اسم الشهرة سيد أوبرا فن الأوبرا هوايته الكبري والمهنة إنسان أفوكاتو المحاماة و الأوبــرا حياته) ... نعم ,المحامــــاة و الأوبـــرا , كلاهما فن , فن الأوبرا غني عن التعريف , ولكن عشق بطلنا للأوبــــرا جديــر بالتعريف , فهو يعشق أحداثها المغمورة في موسيقاها المزينة بحركاتها , لك أن تتخيل الموسيقي عندما تتكلم , لك أن تتخيل الكلام عندما يرقص , هذه هي الأوبرا ؛ ولهذا عشقهـــا أوبــــرا ..
فن المحاماة , وهذا يُظهر ذكاء أوبرا ؛ باستطاعته دخول القضية من أصغر ثغراتهــا ؛ يظهر أيضا حسّه الفني في كلماته أثناء المرافعة ؛ فشخص كهذا يتمتع باحساس كهذا له أن يعرف كيف يصل إلي بوابة إقناع القضاة ؛ بل يعرف كيف يدخلها دون أن يقرع أبوابها ؛ لهذا أصبح علامة مميزة لدي قضاة مصـــر ..

أوبـــرا الإنســــان ..
وهنا لن تجد كلمات تعبر عنه
أدق من كلمات أغنية المقدمة (أوبـــرا ده قلب مليان حنيـــــة مفيهوش ولا فتفوتة أنانية زي جميع الاسكندرانية نفسه غنية و صافي النية وحنانه يســـــــاع البشرية)
..... من هم (الاسكنــــدرانيــــة)؟؟ تــلاميـــذ .. البحر معلِّمهم , تعلموا منه الغضب حين يثور بأمواجه , تعلموا منه العفو حين ينقذ مَن عَلَق بأمواجــه مع قدرته علي سحقه في أعماق أعماقه , تعلموا منه الرقة حين يداعب قارب صغير في أحضان أمواجه , تعلموا منه القسوة حين يبتلع أيــاً منهم و يعتصره بإنزيمات أمواجه ثم يسترجعه من معدة أعماقه علي رمال شواطئه , لا أقصد بــهذا تقلب المشاعر , إنما أقصد (إتقــان المشاعــــر) فإني والله أعشقهـــــــم ؛ أعشقهم في جميع أحوالهم ...
نعــــود لبطلنا أوبـــــرا الإنسان , حنانه يذهب به إلي حواري المكس و أزقتها ليصل به إلي بيت (ستوتة) والتي قامت بدورها أمنا العظيمة (أمينة رزق) رحمة الله عليها , ثم يرتقي به إلي جميـــلة الجميلات (مريم فخر الدين) في الحقية لا أذكر اسمها ولكن ما أذكره جيدا أن هذه و تلك كانتـــا تعيشان في ظلمات الوحدة ,وهو من أكبر أسباب سعادته حين يملئ كوب وحدتهم بسائل أُنسَهم به , بسائل حنانه الذي يسع البشرية , كلتاهما كانتا مريضتين , ولكنها حينما يروناه تذهب جميع الآلام بسرنجة حنان من أوبـــرا , فحنانه منحه فرصة أن يكون شبه طبيــب ..

أوبــــرا و الذكريـــــات ..
حياته و مقتله في بيته العتيق ؛ بيت بناه والده منذ سنوات طويلة , له فيه ذكريات أكثر من عظيمة ؛ لا يمكنه الاستغناء عنه رغم ما يمتلك من عقارات (حتي لا يريد أن يعرف مكانها) ؛ كل جدار من جدران بيته يشع منه عطر ذكري مضت و طوتها السنين ولكنها مازالت حية داخله ؛ كان البيت بجوار شريط قضبان (ترام الإسكندرية) ؛كلما مرّ اهتز البيت وكأنه زلزالا ؛
الطابق السفلي من البيت كان يحمل صوره مع والده و عائلته ؛ كلما ضاقت به الدنيا ذهب إليها فيجد فيها شفاءا من أحزانه ؛ أيضا كان يحمل صور أعز أصدقائه (علاء زينهم)والذي كان يدعي بــ(الفيـــل) , كان بمثابة ظلِّــه ؛ لا يفارقه لحظة ؛ كان يعرف عن أوبـــرا ما لا يعرفه هو شخصيا ؛ كان روح أوبـــرا ؛ و لكنّ الموت فرّق تلك الصداقة ؛ ولكن أوبـــرا لا يعرف للفراق معنا , كلما يريده > يحييه داخله ؛ تحييه جدران بيته بصورها و أشيائها العتيقة ..

أوبــــرا و الحـــبّ ..
ارتكـــب بطلنا في شبابه جريمة حبٍّ من طرف واحد ؛ حكمت عليه بالإعدام حيّــاً ؛ دفن نفسه داخلها ؛ لم يستطع قط بعد حبيبته رؤية امرأة أخري ؛ حتي بعد أن تزوجت و أصبحت ملكاً لغيره ؛ استطاع الحصول علي صورة لها في زفافها مرتدية فستانها الأبيض الذي طالما حلَم برؤيتها داخله واقفة بجواره ؛ ولكنّها الآن بجوار رجل آخر غيره ؛ عجزه عن محو ذلك الرجل من الواقع جعله يقصُّ صورته الحائلة بينه و بين صورة عروسته الغير شرعية ؛ و صوّر له خياله أنه بذلك استطاع استعادة حبيبته ثانيةً ؛ وأصبحت صورتها هي أول و آخر شئ تراه عيناه ؛ وما يثير اندهاشنا في موقف أوبــرا أنه لم يزل ينتظر مكالمة هاتفية من حبيبته لتحييه من موته ؛ وتصبح دليل برائته في جريمة حبه ..!!!!

وجاءت قضية سيد عبد الحفيــظ ..

القضية التي جعلته يعتزل المحاماة , فــــلأول مرة يشهد محراب العدل خسارة أوبـــرا ؛ أوبـــرا الذي لم يكن بعد عرف للخسارة معنا ؛ تحطمت روح الأفوكاتو التي بداخله , أصبح لا يطيق رؤية ذلك الروب الأسود ..


ثم تأتي (عايــــدة)

عايدة التي تجمع علي حبِّها الآلاف و الآلاف ,هي دكتورة عايدة ؛ طيبة و حنان لا يختلفان عن أوبـــرا كثيــرا ؛ وقعت ضحية مأساة مرض أبيها والذي كان يعاني من مرض السرطان ؛ الطبيبة تقف عاجزة عن إيقاف آلام أبيها ؛ مات الأب ؛ وماتت معه كل فرحة جميــلة ..


وتتكرر المأساة ..

ولكنها اليوم ليست والدها ؛ ولكن حالة شبيهة ؛ وشاء القدر أن يجلس صاحب الحالة علي نفس السرير الذي كان يجلس عليه والد عايدة في المستشفي التي كانت تعمل بها ؛ نفس المـــرض اللعيـــن ؛ نفس وقفة عايـــدة العاجزة عن إيقاف آلام مريضها ؛ صور لها خيالها أن القدر أراد أن يمنحها فرصة استرجاع والدها أمامها ثانية ؛ تصورت أن فرصتها جاءت لتنقذ والدها من شبح الألم ؛ استخدمت عقار مسكن ؛ مرخي للعضلات ؛ يستلزم بعد أن يوضع المريض علي جهاز تنفس صناعي ؛ ولكنها لم تفعل ؛ أرادت قتل الألم فـــقُتِل المريض ......!!!!


وتأتي فرصة أوبرا للعودة للمحاماة ..

تقف عايـــدة وراء القضبان ؛ الملاك البـــرئ يجلس مجالس الشياطين المجرميــن ؛ لم يستطع محبون عايدة رؤيتها هكذا ؛ إذاً فلابد من محامٍ !! ؛ ياتُري من هو أشهر محامٍ في الإسكندرية؟؟؟ نعم ؛ إنه أوبــرا ؛ ولكننا نعلم أنه اعتزل المحاماة ؛ بل والأصعب من ذلك أن مريض عايدة كان من أعزِ أصحابه !! ؛ رفض أوبـــرا المرافعة عن عايـــدة ؛ لم تستسلم أهالي المكس ؛ اجتمعوا تحت بيته العتيق و صاحوا جميـــعا و بأعلي صوت (يلا يا أوبـــرا قول الحق ؛ عايــــدة بريـــئة ولا لاء؟) ؛ و هنا ظهر أوبـــرا الإنسان من جديد ؛ لم يستطع رفض تلك العيون الممتلئة بالحب والذي تعود سابقا أنه هو من يملأها بالحب ؛ ذهب لــعايــدة ؛ دخل لها في محبسها علي أنه طبيب نفسي و ليس محامٍ ؛ بثِّــت له عايـــدة كل ما في أعماقهـــا ؛ ولأول مرة عيناه تري امرأة بعد حبيبته الأولي ؛ كلمات عايــدة دقت أبواب قلبه بل و بالفعل استطاعت احتلال قلبــه ...


وتأتي جلسة المرافعة ..

ويعود فارس المحاكم ثانيةً , يعود وهو يدافع عن حبيبته قبل أن تكون موكلته ؛ يعود ليحكم ببرائته في جريمة حبه قبل أن يحكم ببرائتها في جريمة قتلها الغير مقصود ؛ يعود ليعود أوبـــرا ؛ يعود لتعود عايــــدة , يعود ليجتمع البطلان ؛ يعود لنصل لنهايتنا السعيــــدة ....


ذلــك هو أوبـــرا ؛ والذي مهمــا تحدثنا عنه لن نستوفي حقه في الكلام ؛ والذي أري فيه فارس أحلامي المجهول ؛ فيــا تري سوف يمنحني القدر فرصة لقاء ذلك الفارس المجهول في الواقع ؟؟ أم كّتِب عليَ أن أراه بطلا في رواية فقـــط؟؟!!


____________

صفـــــاء

Purity

مفيش "سن" لـ حاجة !!

  من كراسة الخط بتاعت "بابا" 💪 👏 😍 💚 من أمتع الحاجات اللي اتعلمتها منه ان الانسان عمره ما يقول لنفسه انا خلاص كبرت...