الجمعة، 12 مايو 2017

مَا أوسَعِ الغَابِة ..؟

أغمضت عيناها ..
ركزت كل حواسها لذلك الصوت الفيروزي ..

فجاءت الجملة التي هزت كيانها ..
" ما أوسَعِ الغـابة ..؟!🌱
وِسعِ الغـابة .. قلبي ..! "

أغمضت مرة أخري ..
ذهبت في غفلة أشد من ذي قبل ..
تخيلت و كأن هناك نسخة منها تقلصت في الحجم إلي ما هو أصغر من عقلة الاصبع ..

شعرت بتلك الصغيرة تخترقها ..
تتجول بداخلها .. حتي وصلت إلي قلبها ..

رأت أشجارا .. كثيرة ..
بدا لها من الخارج كمتنزه مفعم بالآمال ..
تشجعت .. واستمرت بالتجول ..

الخضار يقل تدريجيا ..
والأوراق تصفر كلما تعمقت أكثر ..
حتي وصلت إلي ما يبدو أنه منتصف الطريق ..
الأوراق تتطاير حولها ..
عاصفة خريفية اجتاحت المكان ..

حاولت الركض مبتعدة ..
ولكن المسافات في المنتصف لم تكن كبداية الطريق ..😔
كلما حاولت الهرب تشعر و كأنها تتعمق أكثر ..!
قوة خفية تسحبها إلي الداخل ..!!

و الغريب في ذلك ..
أنه رغم كثافة الأشجار .. لم تحجب مشهد السماء في الأعلي ..
كلما رفعت رأسها للسماء .. يختفي صوت العاصفة ..
و تشعر بـ سلام داخلي كانت علي وشك نسيانه ..! 💚

تجولت بـ عينيها في المكان .. لعلها تجد مخرج لما هي فيه ..
رغم اصفرار كل شئ .. لمحت عصافير ذات ألوان غريبة ..
لكنها تبدو مبهجة ..
و الأغرب أن ألوانها تتغير .. ولا تثبت أبدا ..!

و الأكثر غرابة أن تلك العصافير كلما استقروا علي إحدي الأشجار .. اختفي اصفرارها .. و تلونت بألوان العصافير تلك ..💚
لاحظت ضحكات الأشجار كلما اقتربت منها العصافير الملونة ..
ضحكات صادقة .. رغم أنها تعلم أنها لن تدوم ..
بمجرد اختفاء العصافير .. تختفي وراءها ضحكات الأشجار ..!

تذكرت حينئذ ما أخبرها إحداهم عن نفسه أنه لا يفضّل أن يحرم قلبه من شعور جميل حتي وهو يعلم أنه لن يدوم ..!

عاد الصوت الفيروزي مرة أخري يردّد :-
" رسمتك علي المشاوير ..
يا همّ العُمُر ..
يا دمعِ الزَهِر ..
يا مواسم العصَافير ..🐤
ما أوسَعِ الغـابة ..؟! 🌱
وِسعِ الغـابة .. قلبي ..! "

استيقظت من غفلتها ..
و اختفت كل الصور الخيالية من ذهنها ..
حتي نسختها المصغرة تلك .. تلاشت ..
عادت إلي الواقع .. متناسية كل ما رأت ..
متناسية .. لعلها تنسي ..!

_صفَاء : )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك هنا

مفيش "سن" لـ حاجة !!

  من كراسة الخط بتاعت "بابا" 💪 👏 😍 💚 من أمتع الحاجات اللي اتعلمتها منه ان الانسان عمره ما يقول لنفسه انا خلاص كبرت...